عدد الرسائل : 202 رقم العضويه : 1 نقاط العضو : تاريخ التسجيل : 23/01/2008
موضوع: يا أيها العالم ....هل ستكون بخير؟! الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:36 am
يا أيها العالم ....هل ستكون بخير؟!
.حين تنهض باكرا جدا مثقلا بهمّ حلم لم يكتمل .أيقظتك أشعة الشمس قبل النهاية بجزء ثانية ..وحين تبدأ بتثاقل أكبر تعد لكوب قهوة سوداء ..كالليل ..تدوّر فيها حلمك ..علّك تتمكن ولو للحظة نادرة من قراءة دروبه اللولبية كدوامة ..لعلها .. "النهاية" تظهر قبل أن تمط شفتيك لترتشف رغوتها اللذيذة ..تاركا إياها وحلمك ودوامتك ..في فوضى وعبث..هل ستكون بخير حين تفعل كل هذا.. ولا أكون معك ..!؟
قالوا ..إن الشمس ستشرق غدا ..كانوا يكذبون ..يدلسون الحقيقة .. ..كنت أعلم أن الشمس لم تشرق ..أنه لم يرها أحد تشرق .. يا صديقي ..البغيض جدا ..يا أيها الكبير جدا ..يا أيها المكابر جدا جدا ..يا أيها العالم!!!
كان من الصعب علي جدا أن أراقب الشمس كي أتأكد أنها تشرق أو أنها ستشرق....أو أنهم يصدقون...! النظر للشمس خطير جدا كما تعلم ..لا أحد يتمكن من النظر إليها..أو تأملها دون أن يصاب في عطل ما في حبيبتيه ..مؤذية هي الشمس ...أليس كذلك أيها العالم! ..فلماذا يعبأون بها ..وبشروقها .فليخبرني أحد مثلا أن القمر سيشرق غدا..! كنت لأنظر إليه مليا ..كنت لأحدق فيه طويلا ..كنت لأسترسلت في سفر عبر كون لا نهائي ..عبر حلم حقيقي ..نهايته كائنة ....كم يحدثنا القمر ..وكم نفشل في الإنصات إليه ..أو لا نكترث! ولكن لا زلت قلقة ..وأرقة ..من أنك لن تصمد كثيرا لو مثلا أنخت لك ظهري ..لتترجل ..وتبدأ بالسير لوحدك ..لم تعد الأمور كما كانت ..لم تعد وسادتي تحتمل دموعك التي تهطل علي كل يوم ..تغشي عيني ..فلا أرى ..سوى الفوضى والعبث ..أريد أن أبكي ..لوحدي ..أنا ..فقط ..عيناي فقط..أريد أن أذرف دموعي أنا ..لأني بدأت أشعر بالألم ..ليس ألمك ..لأني بدأت أئنّ من الوجع ..ليس وجعك......أريد أن أسجد للسماء في محراب لا اتجاه له .. أن أحدق في المرآة ..فأراني ..أتحسس وجهي ..أضع ملامحي في مكانها الذي أريد ..أنا ..! لم يعد بمقدوري تغيير ملامحك ..ضقت ذرعا بتقلبات وجهك ..وقِبلتك ..!
ولكني لست أدري ..هل ستكون وقتها بخير ..!
لم يفك أحد وثاقي ..لم يزيلوا العصابة عن عيني ..لم يعيدوا لي ساقي التي بترت ...والكهرباء التي مررت في جسدي ..لم تنعش قلبي ..ولكن قتلته ..! كذبت نعم ..حين أخبرتك أن وطني ..ينبت فيه عشب أخضر ..وأن الياسمين ..يزهر فيه كل صباح..وأن زهر اللوز ..يتحدى الصقيع والمطر.. كذبت نعم ..حين أخبرتك أن الصبايا في حينا لا تجمعن الحجارة إلا ليلعبن بها "الحجلة" ..وأن الحرب إذا وقعت في بلد ..فلأن صبي إختارها في لعبة عفوية....صدّقني .. أني لم أتعمد أن أطهو لهم الحجارة ..ولم أتعمد إيهامهم أنها زاد لهم وطعام...! وحين خربشت عن الحرية لم يخبرني أحد أنها حوائط خلفية لزنازين...ولم أتعمد حين رفعت راية لبلدي أن أصيبك في مقتل!
كذبت ..حين إدّعيت أنني خارقة جدا..كل التقارير الطبية تؤكد ذلك .أعني ..أنني خارقة جدا ..!!
حين احتضنت جرحك ..ظننت أني قادرة على إطفاء جذوة الألم فيه ..على حقن الدم النازف منه ..حين أمسكت يديك ..وسرت بك ..قدتك .لم أكن قد اعتدت بعد على استعمال عيني ..أعلم أنني فشلت في نقل خطواتك..أعلم أنني لم أكن بارعة في تثبيت شواخص المرور ..ولا إضاءة إشارات المرور ..أعلم أنني لم أكن سوى صوت ...يخفت ضعفا ..يخفت يأسا ..يخفت جبنا!
إنه المرض ..أيها العالم ..يلتهمني ..فقط دعني أغلق كل النوافذ والشبابيك..وكل الأثيرالذي قد تمتطيه الأمواج الكهرومغناطيسية ..كل منافذ الضوء ..وكل بصيص للعتمة ...لم تكن رصاصة حزن ..ولا فايروس كآبة ..ولا جرثومة إحباط ..لم يكن مرضا عضويا يرسل إنذارات كاذبة أو صادقة عن أن خللا ما أصاب هذه العلبة التي تحتفظ بروحي ..أو ذلك الصندوق الأسود الذي يقوده في رأسي...كان شيئا يشبه اللاشيء ..وهو مرض نادر جدا يا أيها العالم الممزق ..المهتريء..الميت ..معدٍ ..ولا يرتجى الشفاء منه أبدا..أوصى الأطباء بضرورة توقف كل العلمليات الحيوية لدي ..كل عمليات الصراع والبقاء ..كل شيء أيها العالم .. وأنا فعلت .. أعني أوقفت كل شيء ...
ولكن فعلا..لست أدري ..هل ستكون أمورك بخير ..!
أتدري... أصبحت أحلامي طويلة أيها العالم بعيدا عنك ...أحداثها مختلفة ..كم أود النوم دوما النوم طويلا ...هل فعلها الفتية في كهفهم يا ترى عمدا ..أوَ تظنهم ..!! أصبحت أنام باكرا كي أبدأ في رحلتي/ حلمي منذ البداية ..لا يفوتني أي شيء ..كانت كل الجياد تسير خلفي ..فوارس يا أيها العالم كالتي تريد تماما ..فارسات يا أيها العالم كما تريدهن تماما..نوارس تسابق رياح البحر ..شواطيء لرمال لم يدنسها رجس ..أبتسم .وأراني كيف أبتسم ..ليس لأني رأيتك أيها العالم فأنت محظور في أحلامي لأسباب صحية لا أكثر..ولكني في حينها ..أنعم بحلم مكتمل ..ونهاية واضحة مرئية ..كائنة ..لم تشاهدها ..ولن تشاهدها ..أنا وحدي شاهدتها ..ونعمت بها ..وحدي دونك بمنتهى الأنانية ..وحب الذات ..بمنتهى السلبية والإنطوائية ..واللؤم!
هل أنت متأكد أنك ستكون بخير ! أذكرك أنني لن أكون هناك ...حين تشكو..لن أكون هناك لتتضرع تتوسل ترتجي تنتحب..لن أتواجد حيث تريد متى تريد كيف تريد .لم تعد الأمور كما كانت لسلامتي ..أعني سلامتك ..سلامتك أيها العالم ..وصحة جسدك وعقلك! ولكنني ..وبحكم العشرة التي بيني وبينك ..والجرح والملح ..أعدك أنني سأتقاسم معك الحبوب المهدئة.......ومضادات الكآبة ..ولعلي أجد لك منتجعا تأوي إليه ..لتبدأ مثلي أحلاما طويلة ..بنهايات كائنة ..ولكن مؤكد ولكن وبكل تأكيد بعيدا عني ..وليس معي بعيدا كثيرا عني ...